الأحد، ديسمبر 04، 2011

تجهيز قاسم




الليلة الفائتة -أكثر من كل الليالي- 

حرصت على إلباس ولدي قاسم دروعاً ثقيلة تصدّ عنه البرد بعد أن حممته بماء دافيء. 

بحثت عن الجورب الأسود الجديد.. صوفي طويل كنت خبأته لتلك الليلة تحديداً،

لم أجده فألبسته أزرقاً فاقعاً وتجاهلت فظاعة التناسق اللوني، 

ثم بنطالاً أسوداً من الجينز الثقيل، وبعد إصراره سمحت له بارتداء تي شيرت طُبعت عليها صورة حلوى إم أند إمز،

لففت رقبته بوشاح صوفي مخطط وخبأت شعره الرطب وأذنيه داخل قبعة شتوية، 

وكذلك أصابعه حشرتها في قفاز مبطن جيداً محكم على معصميه، 

أخيراً أغلقت على صدره سحّاب سترة حصينة سوداء، وعلى قدميه أقفلتُ الحذاء.

:
:

قبل أن ينفلت من بين يديّ لينخرط مع أبيه في زفة القاسم، 

قبّلته ملياً، وأوصيته ألاّ يتخلى عن درع واحد، وألاّ ينحني ليخلع الحذاء.... 

ثم توجهت لأشارك الحسين (ع) في تجهيز القاسم العرّيس.